براءة مبارك ووقعها على الشعب المصري

ماذا تفعل إذا إستيقظت من نومك ونهضت من سريرك وغسلت وجهك ولبست ملابسك وحذائك وذهبت إلى عملك وفى طريق عودتك سمعت هذا الخبر

((براءة مبارك))

ورأيت فى أعين الناس الحسرة والضيق والخوف 

ألن تشعر حينها بالدنيا تضيق من حولك وان كل ما بنيته من أحلام بعد الثورة قد تبدد

وإن كان من بيتك شهيد من شهداء الثورة ستشعر أن دمه قد ضاع هباء(راح هدر)

وهل ستقبل بالأساس أن تسمع هذا الخبر وهل بعدها سنجد من يتهمون الثورة بأنها مؤامرة خارجية على مصر 

لا شك أن ما نراه اليوم من توالى البراءات لقتلة الثواريجعلنا نشعر بالخوف والقلق مما سيصدر من محكمة مبارك فقد صدر حتى اليوم خمسة عشر حكماً بالبراءة فى قضايا قتل الثوار آخرها قضية أمين شرطة قسم الزاوية الحمراء، محمد السني، وضابطي القسم علاء عبد الرازق وحازم الخولي

إن حكم البراءة يعتبر مؤشرا على  خطورة كبيرة في التأثير على عقيدة المستشار احمد رفعت، الذي ينظر الآن قضية الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبقية المتهمين حتى يميل الحكم بالبراءة أسوة بغيره من القضاة الذين برأوا المتهمين بقتل الثوار .

وما تم من تأخير محاكمة مبارك وأعوانه فترة كافية لإخفاء أيه دلائل تدينهم ولتهريب أموالهم ولإعادة توفيق اوضاعه وما تم بعدها من تاثير على الشهود لتغيير أقوالهم
 أمام المحكمة وما تم من إشاعة اللفوضى فى البلاد فى الفترة الأخيرة
لهو شى خطير يثير الشك فى النفوس القوية منها قبل الضعيفة
و يجعلنا نشعر بان ما يحدث من محاكمات إنما هو مجرد غطاء لمخطط كبير قد يعود بنا إلى ما قبل الثورة وقد يعطى مبارك وأعوانه قوة أكبر فى البلاد
وبعد أن أعطيناهم حريتهم بمحض إرادتنا عن طريق القضاء الذى وافقنا جميعا انه الحكم بيننا وبين النظام المخلوع

وقد يجعل من (جمال) بعد ذلك رئيساً مستحقاً لمصر بعد ان ثبتت براءته

لاشك اننا أمام مفترق طرق خطير يجعلنا امام طريقين لا ثالث لهما

فإما إدانه لمبارك وأعوانه وحينها ستهدأ الثورة الداخلية لدى الناس ويشعرون بالرضى النوعى عن ما حققته الثورة

وإما ان يصدر الحكم بالبراءة وحينها ستتحول البلد إلى معترك كبير وستنفجر الثورة من جديد وينقسم الناس بين من يري أن الثورة ظلمت مبارك ومن يرى ان الثورة لابد لها من ثورة جديدة تزيل نظام الفساد بأكمله ولا تترك له أى رفات يمكن أن ينشأ منها مرة أخرى

وحينها ستمتلى شوارع مصر بالفتن الكبرى التى قد تطيح بأمن مصر واستقارها لسنوات عديدة

أرى أن أى سيناريو آخر قد يكون مقبولا عن هذا السيناريو، وأنه حتى وإن كان الكثيرون يرفضون المحاكمات الاستثنائية أو محاكم الثورة لمحاكمة الرئيس المخلوع ونظامه فإنهم سيقبلونها أو سيقبلون أى حل آخر إذا كان البديل عن ذلك هو براءة مبارك ونظامه طبقا للمحاكمات الحالية

فيجب أن نفكر كثيراً قبل أن نصل إلى هذا الإحتمال الخطير وأن نجعل أعيننا على ما يحدث فى مصر من محاكمات وأحداث وأن نراقبها باستمرار ونضع حداً لأى تجاوز قبل أن نصل إلى ما لا يحمد عقباه

والسلام