مدونة حلم الأمس: مقال رائع للراحل جلال عامر (أريد عريساً أريد رئيساً)

مدونة حلم الأمس

الأحد، 18 مارس 2012

مقال رائع للراحل جلال عامر (أريد عريساً أريد رئيساً)

للذكرى.. عندما قال السيد الرئيس عام ١٩٨١ إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى فى نهاية هذه الفترة كنت شاباً فى العشرينيات وماشى مع «بنات»، وعندما قال السيد الرئيس عام ٢٠١١ إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى فى نهاية هذه الفترة أصبحت شيخاً فى الخمسينيات وماشى على «عكاز»، وبين الوعد الأول والوعد الثانى وُلد جيل الغضب، فهناك شعوب تغضب بالجملة وشعوب تغضب بالقطاعى، وأمضيت أنا هذه الفترة فى البحث عن محام شاطر وشخص واصل يدخل لى بطانية وسجاير فى التخشيبة، أو يبحث لى عن عروسة.
وفى «يوليو» كان الجيش أولاً ثم قال الشعب كلمته لكن فى «يناير» كان الشعب أولاً وفى انتظار كلمة الجيش لذلك خرج الملك ولم يخرج الرئيس، وفى الأولى قدم الجيش، «وعوداً» لكن فى الثانية قدم «ضمانات» فكن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يرمى بصخر وقنابل دخان فيصمد، وعندما يتوجه الشباب إلى القصر فى مصر الجديدة فعلى السيد الرئيس أن يرد لهم الزيارة فى ميدان التحرير، وأنا سعيد لأن البعض يرشح الدكتور «زويل» للرئاسة، والبعض يرشح الدكتور «البرادعى» للرئاسة، وهما أناس أفاضل ولهما كل التقدير، وأرى أن نستكمل المنظومة لتعم الفائدة فيكون منصب الرئيس (للحاصلين على نوبل) ومنصب رئيس الوزراء (للحاصلين على جائزة الدولة التقديرية) ومنصب الوزير (للحاصلين على جائزة الدولة التشجيعية) وأن يكون الشعب من الحاصلين على الدعم.. وقد قيل يا أبا علمنى السياسة فقال (تعالى فى الجايزة واتصدر)، فلا يكفى أن يكون نتاج الثورة فقط أن ننتقل من إعلانات «أريد عريساً» إلى إعلانات «أريد رئيساً»، فالقصة أعمق وتتطلب تغيير أداء الترزى وألوان القماشة.
الثورة معناها تغيير نظام وتغيير فكر وتغيير سلوك، وليس معناها أن ننقسم إلى فريقين، فريق طول النهار يرشح فى رؤساء بدافع «الغرام» وفريق طول النهار يقدم فى بلاغات بدافع «الانتقام»، فأثناء تصوير «غرام وانتقام» ماتت البطلة «أسمهان» وسقط الفيلم.. واحذروا فعندما مات «عبدالحليم حافظ» وخلت الساحة درس المطربون الجدد الحالة واستوعبوا الدرس ولكنهم لم يأخذوا عنه الغناء، ولكن أخذوا منه «البلهاريسيا».. العقل زينة يا أهل المدينة.. مطلوب دقيقة للهتاف وساعة للتفكير وإلا عدنا إلى أيام جوع الصغير ورضاع الكبير ثم نكتشف أن الرئيس الجديد عنده أولاد يكتب لهم «الشعب» فى الوصية أو على قائمة العفش.

0 التعليقات:

إرسال تعليق