مدونة حلم الأمس: قوة الوجود-قصة مقتبسة

مدونة حلم الأمس

السبت، 3 مارس 2012

قوة الوجود-قصة مقتبسة

القصة:-
      
      عندما كان عمره شهرين وقع الفيل الأبيض الصغير فى فخ الصيادين فى أفريقيا وبيع فى الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة.
     بدأ المالك على الفور فى ارسال الفيل إلى بيته الجديد فى حديقة الحيوان ، وأطلق عليه اسم نيلسون ، وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد  قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلسون بسلسلة حديدية قوة ، وفى نهاية هذه السلسلة وضعوا كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الصلب ، ووضعوا نيلسون فى مكان بعيد فى الحديقة ،شعر نيلسون بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية ،وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر ، ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسلة الحديدية أحس بألم شديد ،فما كان منه بعد عدة محاولات إلا أن تعب ونام .
    وفى اليوم التالى استيقظ الفيل نيلسون وكرر ما فعله بالأمس محاولاً تخليص نفسه ،ولكن دون جدوى، وهكذا حتى يتعب ويتألم وينام ،ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبل الواقع الجديد ، ولم يعد يحاول تخليص نفسه مرة أخرى ، وبذلك استطاع الرجل الثرى أن يبرمج الفيل نيلسون كما يريد .
    وفى إحدى الليالى عندما كان نيلسون نائماً ذهب المالك مع عماله ، وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة بكرة صغيرة مصنوعة من الخشب ، وكان من الممكن أن تكون فرصة نيلسون لتخليص نفسه ، ولكن الذى حدث هو العكس تماماً ، فقد برمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل ،وستسسب له الألام والجراح، وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم أن الفيل نيلسون قوى للغاية ، وأنه قد برمج تماماً بعدم قدرته وعدم إستخدام قوته الذاتية .
    ولكنه يعرف أيضا أن الفيل نيلسون قد برمج على تقبل واقعه الجديد، وعلى انه غير قادر على تغيير واقعه ، وفقد إيمانه بقدرته الذاتية.
    وفى يوم زار حديقة الحيوان فتى صغير مع والدته ، وسأل المالك :((هل يمكنك يا سيدى أن تشرح لى كيف أن هذا الفيل القوى لا يحاول سحب الكرة الخشبية وتخليص نفسه من الأسر ؟)) ، فرد الرجل: ((بالطبع أنت تعلم يا بنى أن الفيل نيلسون قوى للغاية ، ويستطيع تخليص نفسه فى أى وقت  ، وأنا  أيضاً أعرف هذا ، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ، ولا يعرف مدى قدرته الذاتية)).

رسالة القصة :-
       معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على أن يتصرفون بطريقة معينة ، ويستمرون فى حياتهم بنفس التصرفات تماما مثل الفيل نيلسون ، ويصبحون سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التى تحد من حصولهم على ما يريدون فى الحياة ؛ فتحدث نتيجة لذلك المشكلات اليومية .
      ولكن هذا الوضع من الممكن تغييره وتحويله إلى مصلحتنا، ولكن هذا التغيير يجب أن يبدأ بالخطوة الأولى، وهو أن تقرر التغيير فقرارك هذا هو الذى سيضئ لك الطريق إلى حياة أفضل وكما قال تعالى : ((إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)).

      ويجب أن تعلم أن أى تغيير فى حياتك يحدث أولا فى داخلك ، فى الطريقة التى تفكر بها والتى تخلق لك ثورة ذهنية كبيرة قد تجعل من حياتك سعادة او تعاسة .
      وثورات الربيع العربى هى أكبر دليل على أن الإنسان إذا أراد التغيير تحطمت أمامه جميع القوى التى نشا معتقداً أنها ستمنعه طيلة حياته من تحقيق أهدافه ((كالأنظمة القمعية التى عانى منها الناس عقوداً تلو عقودٍ))، وأنه سيظل أسيراً لضعفه أمامها ، فعرف بذلك مدى قوته واستهانة الأشياء أمامه،وأنه يجب عليه أن يحاول ويحاول ولا يعترف بفشله ؛ متى كان هناك إشراق جديد يولد منه نشيطاً قادرا على زحزحة ما امامه مهما عانى من آلام ومتاعب فى سبيل تحقيق ما يريد
        ويجب علينا بعد هذه الثورة الكبيرة ألا نسمح لأحد بغرس مثل هذه الأفكار فينا مرة أخرى وأن نعى الدرس جيداً حتى لا تتولد فينا مرة اخرى سجوناً نفسية نحبس فيها طوال حياتنا وأن نعرف أنه بإرادتنا تتجدد حياتنا 
.
.
.
.
.
والسلام

هناك تعليقان (2):

  1. قصةجميلة والعبرة منها أجمل

    ردحذف
  2. الله يخليك ويا رب أفضل عند حسن ظنك

    ردحذف